2009/03/01

مراتى .. وانا حر فيها ..!!

رجل يضرب امرأته فى الطريق العام .. تصرخ وتولول .. يتدخل بعض الماره .. فيقول لهم الرجل غاضبا : ماحدش له دعوه ..
مراتى وانا حر فيها ....!! بل وقد يلوم امرأته لاستغاثتها بالغرباء !!
هذا المثال الذى قد يبدو ساذجا يتبادر الى ذهنى كلما صدر تقرير من جهة دوليه يتعلق بالحريات ويدين النظام المصرى لانتهاكه لحقوق الانسان .. وترد الحكومه - ومعها جوقة المنتفعين - بأن هذا تدخلا فى شئونها .. وأن المنتقدين لا تعنيهم حرية الشعب المصرى ..
ويتهمون أى ناشط سياسى مصرى يلجأ لتلك المنظمات والجهات الدوليه مستغيثا يها بالاستقواء بالخارج !!.. وينخدع اغلبنا من الوطنيين المخلصين بهذه الحجج التى هى قولة حق يراد بها باطل .

لنلتزم بالموضوعيه لن ننكر أن هناك من الدول الناقده للموقف المصرى من حقوق الانسان مصالح ومنافع وتتخذ من انتقاداتها وسيلة لممارسة الضغوط على النظام لأسباب تخص سياستهم فى المنطقه ولتحقيق منافع خاصه بهم .. والدلائل على ذلك كثيره .. وان هذه الدول - وخاصة الولايات المتحده الامريكيه - كانت فى الغالب من أكبر الداعمين للنظم الديكتاتوريه اذا ماكان ذلك يصب فى مصلحتها ..
ولكن ..
ماذا يمنع أن تتلاقى مصالحنا - كشعوب - مع مصالح ارادات اجنبيه فى وقت وظرف بعينه .. ؟؟
ماهى الجريمه الكبرى فى أن تستغيث الشعوب المغلوبه على أمرها وتطلب النجده من غرباء مادام الاقرباء يستقوون عليها ؟؟
لماذا يؤمن نظامنا السياسى بالعولمه ويبشر بها ويهلل لها اذا ما أراد تبرير ارتفاع الاسعار متحججا بأننا جزء من كل وأن العالم اصبح قرية صغيره الخ الخ .... ولا يقتنع بان نفس الحجه يمكن أن تقال فى أمر الحريات التى باتت تغزو مجاهل افريقيا ؟؟

نعود الى المثال السابق ( الرجل والمرأه ) ..
قد يكون بعض من تدخلوا لمنعه من ايذاء زوجته لهم أغراض اخرى .. ولكن هل تلام هى لأنها تصرخ ألما وتوجعا ؟؟!!!

ليست هناك تعليقات: