2008/06/22

موسم الهجره الى الشمال

كان هذا عنوانا لرواية الطيب صالح .. وان صح ان نقول عن رواية ما أن لها موضوعا تناقشه ... فالروائى السودانى طرح فى روايته اشكالية الصدمه الحضاريه للمهاجر من الشرق المتخلف الى الغرب المتقدم ..
بالتوازى مع الجدل الأزلبدى ( أزلى وأبدى !! ) بين الأصاله والمعاصره ...
نقرأ الآن كل عدة اسابيع أو حتى ايام عن غرق عشرات
ومئات من المهاجرين ( غير الشرعيين !!)
فى موجات متتاليه من المحاولات التى ينجح بعضها ويفشل البعض ..
وتحاول دول الشمال وضع حد للأمر ..
مرة بسن قوانين جديده ترفض استضافة المهاجرين واستيعابهم ..
و مرة برشوة الدول المصدره للبشر عن طريق اتفاقيات لدعم
اقتصادياتها تعرف حكومات الشمال قبل غيرها
أن هذا الدعم لا يذهب أبدا الى المستهدفين منه ..!!
استعير عنوان الروايه ...
متوقعا أن تكون هناك (مواسم) لا موسما واحدا للهجره الى الشمال ..
بل يدفعنى خيالى أحيانا الى تصور تجمع ملايين البشر من المصريين
وقاطنى شمال افريقيا على شواطىء المتوسط على أمل فرصه للهجره الى الشمال ..
ولن يكون ذلك رغبة فى الاستزاده من العلم
أو نقل أساليب التطور والعودة بها الى بلادهم ...
انما فرارا من الموت جوعا أو قهرا ..!!
تخيلوا معى ملايين البشر رجالا ونساء وأطفالا ..
يعسكرون على شواطىء المتوسط .. يفترشون الرمال ..
فى انتظار قارب متهالك يصل بهم الى أى ( عالم آخر !!)
واعتقادى أن مايحدث وما سوف يحدث ليس الا ناتجا منطقيا
لكونها ظلت لعقود طويله ومازالت تستحلب خيرات دول الجنوب ..
وتدعم فى نفس الوقت حكومات القهر والاستبداد فى تلك الدول ..
فكان حتميا أن يصل الأمر بالناس الى النجاة بارواحهم فرادى وجماعات ..
ان استطاعوا .. وربما كانت أسماك القرش أهون عليهم ..
حيث ستأكلهم الأسماك أمواتا ..
بدلا من أن يأكلهم لصوص بلادهم وجلاديهم أحياء
.. ولن تثنيهم فتوى الشيخ جمعه بأنهم طماعون وليسوا شهداء .. لأن ببساطه ... الجوع كااااااااااااافر !!!!

ليست هناك تعليقات: