2011/01/03

تعاطفك وحده مش كفايه

بعد أيام .. ستبدأ دورة حوض النيل الكرويه .. وسيذهب بعضنا الى الاستاد ليعيش المتعه مباشرة على المدرجات .. وسيراعى البعض الظروف المروريه والمناخيه ويلجأ لأقرب مقهى ويمارس هيستيريا التشجيع مع الشله .. والبعض من ناقصى الانتماء سيكتفى
بأضعف الايمان .. ألا وهو .. مقعد فى الليفينج روم أمام التليفزيون .. جميعنا سيمارس المتعه الحلال مع ابوتريكه وشيكابالا ورفاقهم .
بعد أيام .. سيخفت صوتنا المبحوح غضبا وسيتخفف قلبنا المجروح من احزانه وسيستسلم عقلنا المنهك والمنتهك لدورة الحياه ومشاغلها .. بداية من معاناة الصباح مع رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز حتى ثرثرات الفيسبوك المسائيه حول الحجاب والنقاب والتوريث .
سيبقى جرح كارثة الكنيسه مفتوحا ومتقيحا فقط فى بيوت اليتامى والثكالى والأرامل .. وسيبقى الرعب فقط ماثلا فى نفوس من أصيبوا أو شاهدوا بأعينهم الأشلاء تتساقط حولهم .. وتحسسوا الدماء الساخنة .
سننسى .. نعم .. سننسى كما نسينا ضحايا القطار والعباره ومسرح بنى سويف .. وكما لم تعد تهتز لنا شعرة ونحن نقرأ يوميا عن العشرات من قتلى حوادث الطرق وكأن هذا لن يحدث لنا أبدا .
لحظه من فضلك .. هذه ليست نوبة من نوبات جلد الذات .. وليست ميولا مازوكيه .. ولا ادعاء كاذبا بأننى سأظل بقية حياتى أندب وألطم خدى .. يوما بعد يوم أثناء بحثى عن أخبار أو برامج تتحدث عن الكارثه ربما يتوقف الريموت عند فيلم يثير فضولى أو اغنيه تطربنى أو مشهد كوميدى يستغل سذاجتى ويضحكنى .. انها سنة الحياه
ولكن .. كلما تباعدنا زمنيا عن الحدث .. ساعة بعد ساعه .. يشغلنى أمل أو وهم لا أدرى ..
أتمنى أن نتوقف قليلا ونستدير دورة كامله 360 درجه .. حول أنفسنا و تاريخنا وتراثنا و ثقافتنا وواقعنا .
أريد أن نذهب أبعد من الفرد أو الجماعه التى وضعت المتفجرات أمام الكنيسه .. سواء كانت الموساد أو القاعده أو شخص مختل .
أريد أن نمسك بتلابيب من وضع المتفجرات فى عقولنا وقلوبنا .
أريد فقط أن نتساءل بجد .. ونجيب بصدق عن المسكوت عنه من العلل فى حياتنا ولا تجرفنا الأعراض عن الأمراض .
نتساءل بجد ونجيب بصدق عن الكذب الذى نمارسه حتى دون مبرر .. وعن النفاق الذى أصبح لغتنا القوميه ونتباهى باتقاننا مفرداتها وقواعدها .. عن قابليتنا للاحتلال أرضا وعقلا ووجدانا .. بخنوع واستسلام يدهش المحتل .. والمحتال !!

ليست هناك تعليقات: