2011/05/21

الحكم بالضروره .. وحافة الهاويه

منذ ان حطت بيادة الجيش فى ميدان التحرير - اذكر جيدا - خالطنى شعور من الفرحة والرهبه .. لم يكن أبدا فرحا خالصا كما لم يكن خوفا صريحا .. انهم معنا .. لالا .. انهم ليسوا ضدنا ... وقتها فى خضم المعارك وزحام المشاعر كان الفارق غير لافت .. او .. لم يسمح الظرف - زمانا ومكانا - برؤيه شامله فاحصه أو بتحليل يربط بين عناصر تبدو متناثره .
بعد سقوط مبارك .. وبعد أن هدأت نشوة النصر الذى كان اشبه بالاعجاز .. وحينما نستعيد القصص والحكايات والاحداث .. كنا نتوقف ومازلنا نتوقف أمام علامات استفهام هى اقرب الى وخز الإبر فى عيوننا :
1- موقعة الجمل : كيف دخلت الجمال والخيول الى ميدان التحرير وهو المحاطة مداخله بالمدرعات والجنود والظباط .. بل كيف قطعت الطريق من منطقة الهرم دون ان يعترضها أحد ؟
2- الحياد السلبى : ذلك الموقف المريب والغير مبرر لقوات الجيش أثناء معارك الرصاص والمولوتوف والحجاره بين الثوار وبلطجية الامن .. لماذا اختفى افراد قواتنا المسلحه داخل مدرعاتهم وكأن الامر لايعنيهم لساعات وساعات وعندما استشعروا ان الثوار يتعاملون مع المعركه بشراسة واصرار .. وان الامر تحول الى فضيحة على فضائيات العالم .. استفاقوا .. وبعدة طلقات فى الهواء.. وزئير ودخان بعض المدرعات التى تحركت للفصل بين الفريقين .. انتهت المعركه .
3- العك الدستورى : ينص الدستور على انه عند خلو منصب الرئيس يتولى رئيس مجلس الشعب المنصب لحين اجراء انتخابات (60 يوما ) .. الذى حدث ان تولى المجلس العسكرى قيادة البلاد .. وهذا مخالف للدستور .. ولم يكن هذا محلا لاعتراض أحد .. باعتبار ان الدستور قد سقط بحكم الواقع الثورى الجديد .. لكن الغريب والمدهش أن يشكل المجلس لجنة لتعديل الدستور الذى سقط !! .. والذى هو - المجلس - يحكم بالمخالفة له !!!.. ثم .. تشكيل اللجنة برئيس له انتماء واضح ومعلن للتيار الاسلامى (طارق البشرى ).. وعضو يعد من صقور الاخوان (صبحى صالح ) .. ثم اجراء استفتاء على ثمانية مواد معدله .. ثم اعلان دستورى باكثر من ستين مادة دون استفتاء ولا يحزنون .. ولكن ماحدث فى الواقع ونتيجة للحشد الهائل لكل القوى قبل واثناء الاستفتاء هو ان تشكلت الخريطه السياسيه لمصر بفعل فاعل !!!! حيث استعرضت جماعة الاخوان قوتها التنظيميه وحيث خرجت أو أُخرجت (بضم الالف وكسر الراء )الجماعات السلفية من جحورها وسجونها واغترابها .. واصبح الثوار الذين بحت اصواتهم وسقط المئات منهم شهداء فى الميادين فداء للحريه اصبحوا كاليتامى الذين دفنوا أمهم فى الصباح ليجبروا على حضور زواج ابيهم فى المساء !!
وتحول الصراع والجدل الى اسلامى ضد ليبرالى بدلا من ان توجه كل الهمم الى تطهير نظام فاسد مستبد سقط رأسه ومازالت أياديه تحكم مفاصل الحياه اليوميه للشعب حتى اليوم .
4- أسد ونعامه :من اكثر الامورحيرة وقلقا والتباسا .. بل واكثرها مدعاة للريبة .. تلك التفاصيل الصغيره فى احداث الفتنه الطائفيه .. وايضا اساليب معالجتها .. ثم المقارنه بين ردة فعل السلطه الحاكمه ازاءها وبين ردة فعلها حين يتظاهر الناس سلميا او يعتصمون أيا كانت اسبابهم .... تقطع اذن مصرى مسيحى فى شجار ظاهره طائفى .. ويدفع دفعا للصلح فى مجلس عرفى .. ولا احد يُحاكم ولا قانون يُفعل .. تهدم كنيسة اطفيح بالفئوس وعلى مهل .. وتحتل لبناء مسجد مكانها .. ولا أحد يُحاكم ولا قانون يُفعل .. بل نستنجد بشيوخ السلفيه الذين هم فى الاصل يحرضون على الفتنه لسنوات وسنوات .. وكأننا نلجأ للحكمة القائله وداونى بالتى كانت هى الداء !!.. ثم تهاجَم وتُحرق كنيستان فى امبابه .. وقتلى وجرحى تحت سمع وبصر قوات الامن وربما بمساعدتهم ... كل هذه المواقف المتخاذله يقابلها حركة قمعيه سريعة وعنيفة بل وقاسية فى مواجهة متظاهرين .. 9 مارس فى التحرير( احكام عسكريه ) - طلاب كلية الاعلام ( فصل نهائى لتسع طلاب ) - مظاهرة أمام السفاره الاسرائيليه ( اصابة اكثر من 300 واعتقال حوالى 180 ).. ولا احد يجيب على السؤال .. لماذا تكون الشرطه العسكريه والامن أسدا هنا ونعامة هناك ؟؟!!!
حافة الهاويه : لا أدعى علما .. ولا املك دليلا موثقا .. ولكنى كمواطن يسمع ويرى ويتحسس السبل للفهم .. يتملكنى شعور يشبه اليقين .. أننا نُساق سوقا ونُجر جرا الى حافة الهاويه .. وكأنه سيناريو أُعد بليل .. تبدو مشاهده متتاليه ومتناسقه .. من غياب الامن وشيوع البلطجه .. ومعالجة دمامل الفتنه الطائفيه بأيد ملوثه فينتقل الميكروب لينتشر فى كل اعضاء الجسد الوطنى ..... وبالتالى .. وكنتيجة حتميه .. يشاع الاحباط .. وتبدأ الكتله الصامته فى التململ ورد كل مايحدث ونسبته الى الثوره والثوار .. وهنا .. يظهر البطل المغوار .. المنقذ .. سواء كان فردا او جماعة او مجلسا .. لينتشل البلاد من الفوضى والمجاعه والافلاس .. وتكون الساحة مهيأة له تماما .. ليحكم بالضروره !!!!!!!

هناك تعليقان (2):

Mostafa Moftah يقول...

أتفق معك فى كل ما قلت.

L.G. يقول...

عن نفسي من أول يوم عارفة ان الجيش في عمومه معانا واقصد العساكر والضباط العاديين
لكن المجلس لأ طبعا دول أولاد مبارك يعني من الأول قرارات المجلس لصالح مبارك وحاشيته من اول ما قالوله اتنحى عشان مصلحته برضه مش عشان البلد